بلاد الشام:

في إطار توزيع النفوذ ورسم هياكل الصراع على الشرق الأوسط، تداخل نسبة التفاعلات على الأرض، فبينما كل طرف يسعى إلى إظهار قدرته على فرض السلام، فباليد الأخرى يلوح بعصاه للآخر وقدرته على الضرب مرة أخرى.


بعد ما صرح به سيرغي لافروف حول سورية في المرة السابقة والتي أثار جدلاً كبيراً وخاصة بالموضوع المتعلق حول القواعد العسكرية وعدم أهميتها الكافية بالنسبة لفلاديمير بوتين، يعود ويظهر مرة أخرى اليوم ليؤكد على عدم خروج روسيا من القواعد في سورية، فهذه القواعد تعتبر الرئتين بالنسبة لروسيا ومنها تستطيع الخروج إلى المحيط الدولي، فالجيوبوليتيك الذي يسكن المنطقة، يمثل رفعة الشطرنج التي تستطيع روسيا اللعب عليها وإيجادها، وخاصة بعد عام ٢٠١٥، وهو العام الذي شكل نقطة الانتقال من النظريات الجيوبوليتيكة، إلى تطبيق كل ما ورد داخل هذا الإطار على أرض الواقع.


أما على الطرف الآخر ، فالمنافس الدولي مازال نشطاً على ساحة الشرق الأوسط، وخاصة بإصدار دعايته الخاصة بأنه حمامة السلام العالمي، فبعد وصوله إلى تل أبيب وإلقاءه خطاباً داخل الكنيست الاسرائيلي، طار دونالد ترامب باتجاه شرم الشيخ للاجتماع مع القادة العرب والتوقيع على اتفاقية إنهاء الحرب التي استمرت سنتين كان فيها حمام الدم هو الحاكم، والقتل هو السائد، فيأتي اليوم ويتم التحدث عن السلام وكأن شيئاً لم يكن.


فما بين التصريحات من موسكو إلى اللقاءات في شرم الشيخ، تعاد رسم الخرائط مرة أخرى، مع إنتظار المشاهدين للحركة التالية على هذه الرقعة.


اسكندر

Post a Comment

أحدث أقدم